لم يولد ليظل واقفا" فى مكانه مثل لوحة يأكلها الصداء مزروعة على قارعة الطريق......!
ولا يرتضى لنفسه ان يتسكع متصعلكا" وسط ازقة الحياة وحاراتها الضيقة..
لكنه ولد ليعدو فى ماراثون طويل تطارده الذكريات والألم الماضى..ويطارد المستقبل حتى نهاية عمره الملبد بالغيوم وأمطار الحزن
لازال يقفز فوق حواجز الحياة بكل أمل..ربما وصل لخط النهاية رافعا"رأسه قبا أن يضعوها تحت التراب...!
كان فى مخيلته منذ سنوات قصة ذلك الشاب المحروم الذى كان يعانى من أنياب الحرمان ومخالب الفقر...ذلك الشاب الذى ضاقت به الدنيا وضاقت به أحلامه أكثر..عندما تعرف على أحد الأثريا الذى يمتلك ضيعة كبيرة..عرض على الشاب أن يحقق حلم عمره..عليه أن يسير كيفما اراد فى تلك المقاطعة الكبيرة التى يملكها الثرى العجوز...وكلما سار أكثر كلما أصبحت هذه الأرض ملكه..شرط أن يعود ذلك الشاب لنقطة البداية قبل الغروب...لكن الشاب الذى ملاءه الطموح والجموح لم يسير بل جرى وجرى...ظل يعدو من البداية..وكلما قطع مسافة إستقل بها وطلب المزيد..جرى وجرى..لكنه سقط فى نهاية الطريق ولم يصل لشئ...خسر حياته وخسر الارض....لأنه كان فى ماراثون الطمع لنفسه وفى نفسه..!
لكن صديقنا منذ مولده وهو مع الحياة فى تحدى....مازال يعدو ويعدوا....ومثل كل الجياد لابد له من كبوة...سقط على الارض وربما كان سقوطه مدوى لكن رقبته لم تُكسر بعد...صحيح كسر قلبه.. لكن رأسه لازالت مرفوعة حتى وهو ساقط على الأرض..ولما لا وهو ليس كبطل القصة السابقة .. ..فكل عدوه فى الحياة من أجل الخير..من أجل قلوب أحبته وحنت عليه.. ومن أجل قلوب جعله الله سببا" فى سعادتها...حتى وهو ساقط بلاحراك كانت القلوب تحيطه بدفئها ..قلوب يعرف أصحابها وأخرى لم يعرفهم لكنهم عرفوه....ومازالت أكف أحبائه تحتضن يده وتصافحها فى ودن وحنان..تريد أن ترفعه فوق من جديد...!
لا تتوقفوا فى الحياة...أكملوا عدوكم طالما سعيكم دوما" فى الخير فسوف تظل رؤسكم مرفوعة...لن تخسروا أحلامكم ولن تخسروا حياتكم...
أركضوا فى الحياة سعيا" وراء الخير للأخرين ولأنفسكم..أركضوا ولا تخشوا من السقوط...فحتى لو سقطتم فسوف يكون سقوطكم لأعلى...!
ربما هو هذيان من حمى ألمت بى...
ربما تكون إعترافات رجل مهزوم...
ربما تكون أول بوادر عودتى للوعى من جديد....
سموها ما شئتم....لكنها فقط من قلب نزف دمعا" وهو بعيد عنكم...
ونزف حبا" عندما صافحتم يده من جديد بدفء ومحبة....!
هل سقوطنا تحت حوافر الحياة يُمكن أن يكون نعمة أحيانا؟
ماذا تقولوا لمن يسقط بينكم؟