ما الذي يحدث في الحركة الرياضية في هذين اليومين؟ لا شيء فالامور مستقرة والاحوال تسير بشكل مطمئن.. «وسي السيد» ملك بورصة السوق الرياضي «يضع في بطنه بطيخة صيفي» لان الكل يخدمه ويسير على هواه..، يبدو لنا (نتمنى ان نكون مخطئين) ان النبتة الفتاكة قد زرعت في الرياضة منذ زمن وانتشرت بشكل شنيع حق ادمن الرياضيون على تعاطيها.. لذلك لا احد يسأل او يتحدث او يستنكر او يشجب..، خلاص.. استبدلت القيم السامية في الرياضة الكويتية بنسيج هش من القيم الديموقراطية الشاذة التي تهدف الى المحافظة على النظام الاداري نفسه «خلصنا من الاندية» والآن من الاتحادات..، هذا النظام الرياضي الاداري الفاسد جاء على حساب كل شيء، فشراء الاصوات بالوعود والاغراءات اصبح مبررا، القبلية مبررة، الطائفية مبررة.. وانتخاب بعض اعضاء «الهاردلك حيل» مبرر وكل هذه الامور المفسدة المبررة جاءت على حساب شبابنا الذين كلفت غالبية الاندية «اناس غير أكفاء» لادارتهم.. ادارة جيل شاب «ننتظره ليكون عماد المستقبل». كدينا خير نعم هناك اندية ترشح للاتحادات بعض الاعضاء البعيدين عن القيم الاخلاقية واسس ومبادئ الرياضة السامية لمجرد ارضاء «مفاتيح انتخابية» نشرت الصدأ في رياضتنا.. آه يا بلد.. هكذا اصبحت الرياضة فيك.. ارض خصبة ولادة «للجمبازية» الذين يأكلون من خيراتك ولا يلتفتون لسمعتك!
أعراس بزوبعة والعروس ضفدعة!
غالبا ما نتحدث ونتباهى في الرياضة بالانتخابات ونصفها بأنها «عرس ديموقراطي» سواء في الاندية او الاتحادات.. فيما غالبية هذه الانتخابات لو ركزنا على تفاصيلها لوجدناها «أعراس بزوبعة.. والعروس أبشع من الضفدعة» لأن ما زرع بفعل فاعل وغض النظر عن معالجة سيئات هذه الاعراس ادى الى انتشار البذرة الفتاكة التي اتت على كل قيم الرياضة.. بذرة حب المناصب والوصول للكراسي بكل الطرق «المشروعة وغير المشروعة» وبالتالي الاتكال على الاقدار لتحقيق نتائج ايجابية للرياضة في المحافل الخارجية، هي بذرة اثمرت كسادا وتراجعا وفقدانا للاحساس طالما ساد مبدأ «من آمن العقوبة.. نام في العسل»، وفي ظل جمعيات عمومية مسيرة.
> يا ناس.. يا أندية.. لقد زادت الصراعات الادارية عن حدها.. وحدثت عملية فوضى في الحركة الرياضية بسبب الانتخابات الموجهة وتحولت مصادر القوة والسيادة الى اشخاص ليسوا الاكفأ رياضيا من حيث الخبرة والممارسة والكفاءة الادارية والعلم.. وبدأ المتكالبون على الرياضة يشكلون كتلا تحت مظلة هؤلاء الاشخاص، ومن هذا المنطلق ضاعت المعايير والاسس في الحركة الرياضية، وبات من المحتمل ان يتولى اي كهربائي او خباز او بنشرجي «رغم احترامنا لاصحاب هذه المهن»، منصبا تنفيذيا في ناد او اتحاد لمجرد ان فلان يبيه، وهكذا تحولت الانتخابات الديموقراطية والحرية الى مصلحة بدلا من ان تكون وسيلة لايصال الاصلح والأكفأ.
المتنفذون.. وأندية التكتل
وعودة لأندية التكتل والغوص معها في اعماق انتخابات الاتحادات والبحث عن الحقائق نجد ان الامر المحزن ان المتنفذين رياضيا يسيطرون على «خيوط التوزيع»، في الاتحادات وهم من يمارس عمليات اللخبطة الانتخابية بدعم من التكتل، تلك الاندية التي يكفيها الحصول على مبتغاها بايجاد كرسي لممثلها في كل اتحاد لتنحني امام المتنفذ وتقول له «شبيك لبيك.. عبدك بين ايديك»، كل ذلك والله على مصلحة الكويت ولكن لا فائدة.. نكرر القول ان المتنفذين بمساعدة الاندية الموالية يزرعون في غالبية الاتحادات من يواليهم من دون النظر لمستقبل رياضي مشرق وافضل.. فلا حياة لمن تنادي.
.. والله عيب!
المتتبع لاسماء المرشحين يجد ان معظم هؤلاء الذين اعادت الأندية «الغيورة» ترشيحهم للاتحادات هم أنفسهم من الذين شاركوا «ببلاوي متلتلة» من الفشل، ذات الاسماء من دون النظر إلى واقع ما حدث من تكرار مسلسل الاخفاقات، تلك الاسماء لم تتمكن من تقديم أي جديد لاتحاداتها، ومع ذلك تصر الأندية بقيادة «سي السيد الذي يدعي حبه للمصلحة العامة» بفرض الأعضاء أنفسهم على الرياضيين والشارع الرياضي «والله عيب»، اذا «لا طبنا ولا غدا الشر» عيني عينكم هؤلاء هم الاعضاء الخالدون في الاتحادات لانهم يمثلون قواعد انتخابية كبيرة في انديتهم، نقول لهم «طيب والرياضة الكويتية»؟ يرددون «شدعوه الرياضة عندنا مسكته».
«تكفون يا ناس» راجعوا اسماء المرشحين في اتحادات القدم والسلة والطائرة «الفاشلة مع مرتبة الشرف» وغيرها من الاتحادات الهابطة فنياً ترون ان الاسماء ذاتها مكررة، اذا المصلحة في داهية، والنتائج في داهية، وسمعة الرياضة في داهية، وتحيا الأندية بمن فيها «لأ ويقولون ان العمل في الرياضة تطوعي»! هكذا يكتشف كل من يقرأ اننا لسنا متحاملين على الأندية وخاصة التكتل، ولكن فرض الاسماء الفاشلة منذ سنوات يدفعنا للقول إن الاصلاح الرياضي هو «عشم ابليس في الجنة» في ظل وجود المتنفذين انفسهم الذين عاثوا في الرياضة فسادا، اما ما يقال عن ديموقراطية الرياضة فهو قول مضحك، لانها ديموقراطية مشلولة اسم من دون مسمى، حرية ظاهرية للعب على الحبال، فيما كل من يدعي العزة بالنفس هو «عبود ملتزم بالحدود»، ومشارك في «عرس الضفدعة».
"نقلا عن صحيفة القبس الكويتية"
