((^*^(( منتديات newday))^*^))
قم بالتسجيل لتتمكن من الأستمتاع
بأفضل البرامج والمواضيع المتجددة دوما
((^*^(( منتديات newday))^*^))
قم بالتسجيل لتتمكن من الأستمتاع
بأفضل البرامج والمواضيع المتجددة دوما
((^*^(( منتديات newday))^*^))
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

((^*^(( منتديات newday))^*^))


 
الرئيسيةالبـــــــوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يا وحدهم - بسمة النسور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ifaza
 
 
ifaza


ذكر عدد الرسائل : 36
المزاج : الحمد لله
رقم العضوية : 27
البلد : يا وحدهم - بسمة النسور Jo10
مزاجي : يا وحدهم - بسمة النسور 2110
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/10/2008

يا وحدهم - بسمة النسور Empty
مُساهمةموضوع: يا وحدهم - بسمة النسور   يا وحدهم - بسمة النسور Emptyالأربعاء 28 يناير - 9:23

ذات ليلة، ليست ببعيدة، عصفت فيها الرياح وانهمر المطر بعد طول انحباس، وصلتني رسالة هاتفية قصيرة، من صديقة مرهفة الحس تشعر بالخذلان والمرارة، وبشيء من الخيبة لأسباب تخصها.

الرسالة قالت بالحرف الواحد: "وحيدة مثل غصن في وجه الريح"!

تأملت الكلمات الظاهرة على شاشة موبايلي، وكنت تحاورت وإياها أكثر من مرة حول ضرورة التغلب على المشاعر السلبية التي تتمكن منا أحيانا، لأسباب غير مفهومة، وأهمية تفعيل الطاقة الإيجابية في الروح، وطرد أسباب الحزن ومقاومتها بكل الوسائل الممكنة.

توقفت مطولا عند علامة التعجب التي انتهت بها العبارة الحزينة لصديقتي، أردت أن أقول لها أشياء كثيرة من باب مد العون إلى روحها المتعبة، كأن أعزي أمر اكتئابها إلى الخواء الذي يعتري الأيام الأخيرة من العام، أو ألقي بالمسؤولية الجنائية، لتلك الكآبه، على شح المطر، غير أنني وجدت نفسي، وبعد تأمل كاف أرسل لها جوابا مقتضبا، قد يبدو قاسيا ويفتقر إلى التعاطف الإنساني المتوقع في أوضاع كهذه.

قلت لها بالحرف: "بلا هبل".

لم يكن جوابي ذاك استخفافا بأسباب حزنها، أو التقليل من حدة حالة الاكتئاب التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة، بل لأن تشبيه طقسها النفسي بالغصن المواجه للريح وحيدا، لم يقنعني أبدا، لسبب بسيط جدا، وهو أن الغصن ليس وحيدا بالمطلق، على النقيض من أهلنا في غزة، فهو بالعادة، ووفق منطق الطبيعة، مسنود إلى شجرة ضاربة جذورها في عمق الأرض، ومهما بلغت قوة وجبروت الريح، فإن الغصن يظل صامدا رغم عريه وهشاشته مستمدا قوته من ثبات أمه الشجرة.

وعلى ضوء المشاهد المروعة المبثوثة في الفضائيات، حتى الساعة، لشعب مقطوع من شجرة، حيث استباحة الدم تتم على الهواء مباشرة، تتراجع كل أسباب الحزن الذاتي، بل وتبدو غير واقعية إزاء قسوة ووحشية الواقع الذي يعيشه أطفال غزة، حيث البحر أمامهم، ولا شيء يسند ظهورهم المكشوفة للنار والدمار..، ولا أحد!

أجساد مشلوحة في عراء زمن عربي بارد ومقفر، مفتوح على مفردات العجز والخيبة والانكفاء، أطفال محرومون من كل شيء ابتداء من "اللقمة" وليس انتهاء بالسقف. يحاولون التعرف على أشلاء آبائهم المحروقة، في مسلخ بشري مصرح به دوليا، وتنهمك الفضائيات في بث مشاهد الرعب، مع تحذير ذوي القلوب الضعيفة من مغبة مشاهدة نتائج الإفراط في استخدام القوة، وهو اسم "الدلع" المقترح غربيا للتخفيف من وقع مفردات أكثر تعبيرا عن واقع الحال، حيث المجزرة، والمذبحة، والمحرقة.

وفي حين تشتعل الحناجر في الشارع العربي غضبا وانتصارا لصغار يقتلون على مدار النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية، وتعليقات مختصين في الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان..، يواصل الموت تجواله العابث في أزقة غزة وشوارعها، حيث الحياة غدت بلا نبض، في توقيت ليس ببريء، يحول دون أن يرتكب العربي خطيئة التفاؤل بالعام الجديد؛ فلا جديد يحدث تحت سماء هذا الوطن العربي، غير الكبير، سوى بمقدار هزائمه وتمزق أوصاله، وتوق أبنائه المغدورين في عقر كرامتهم، إلى غد أقل ظلمة ودموية، لعل العدالة تأخذ مجراها لمرة واحدة في هذه البقعة البائسة، الملتبسة ولو كان ذلك على سبيل التغيير فقط!



جريدة الغد الأردنية 31/12/2008
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يا وحدهم - بسمة النسور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
((^*^(( منتديات newday))^*^)) :: الجنــــــــــ الدولــــــــــــي ــــــــــــاح :: قاعة القضــية الفلسطينيـــة :: غزة تحترق ...!-
انتقل الى: